الخميس، 21 فبراير 2013

تدوينة بطعم الوطنية !


ترددتُ كثيراً قبل الخوض في هذا الموضوع , فأنا لا أفقه الشيء الكثير في السياسة, بل إني أكاد لا افرِّق بين " ألِفِها " و " زرواطتها " كما يُقال ! لكن من قال أن التكلم في شؤون بلدي يتطلب دراية في أمور السياسة ؟ هكذا أقنعت نفسي بكتابة هاته الكلمات.
بما أنني فتحت عيني على الدنيا لأجدني مغربية الأب والأم, اتمتع بالجنسية المغربية بالرغم من أني - كسائر افراد الشعب - لا اتمتع بها ! أظن أن من حقي إبداء رأيي في سير الأمور في المغرب.

فقر, تهميش, فساد, أمية, جهل,بطالة, فروق طبقية... عديدة هي المشاكل في بلدي , بقدر عدد الحفر في طرقاتها , وبقدر احلام شبابها التي تبخرت, بقدر عدد غرقاها في البحر المتوسط , وبحجم الثروات المنهوبة من خزائنها... ظروف كهاته تستلزمُ التغيير لا محالة واقصد هنا بالتغيير ثورة بالمعنى الفصيح, ثورة فعلية وليس ما يسمونه " ثورة سلمية " تحت شعار الاصلاح .. فالمغرب تاريخيا كان من افشل دول المنطقة فيما يخص الاصلاحات السلمية !
لكن, لنقف لحظة أمام أنفسنا ولنسأل : من المسؤول ؟ هل هي السياسية الملكية؟ أم الحكومات الفاشلة المتعاقبة على المغرب ؟ أم .... أم الشعب ؟ 
في الحقيقة كلنا مسؤولون, وكلنا شركاء في الجرم الذي لا ضحية له سوى هذا الوطن ! ويقع النصيب الأكبر من المسؤولية علينا كشعب. فالشعوب من تصنع الطغاة, وصمتها هو من يسقي بذور الفساد لتنمو و تستفحل في أجساد الاوطان ! وعليه, يبدو جليا أن التغيير يستلزم بالأساس التغيُّر. يجب أن نثور على أنفسنا قبل أن نثور على حكامنا.
الثورة في المغرب يجب أن تكون ثورة افكار أولا. فحين يدركُ أفراد الشعب ماهية كلمة "شعب" هنا يحدث التغيير! فلنعِ ما لنا وما علينا, حقوقَنا وواجباتِنا, ولنعلم أننا من نعط الحاكم شرعيته وقيمته وليس العكس, فالحاكم بلا رعية لا يساوي شيئا !

كيف سنتغير؟
- تلزمنا أولا الإرادة التي نستمدها من حب الوطن, لذا وجب بعث روح الوطنية فينا إلى الحياة.
- فلنعترف بمسؤوليتنا في ما وصل إليه بلدنا من تقهقر وانحطاط.
- فلنزِلْ عنا ثوب التبعية والخوف وتقديس الحكام.
- فلننشرْ ثقافة الوعي بيننا, ونطلقْ سراح اصواتنا من حناجرنا, ونمارسْ فعل المواطنة في العلن وليس همسا على طاولات المقاهي الشعبية. لا تنتظروا من المسؤولين فعل ذلك نيابة عنكم , فليس هناك لص يوقظ ضحاياه من غفلتهم ليسرقهم !
- فلندرس ونتعلم ونثقف أنفسنا رغما عن انف كل مسؤول عن تردي مستوى التعليم, لا لشيء سوى لنكون جديرين بالقيام بثورة تسلك بنا درب التغيير والتقدم  والإزدهار وليس الفوضى والدمار الذي لا يدفع ثمنه سوانا و قبلنا هذا الوطن.
- فلنتوقف عن إلقاء اللوم على بلدنا وكأن المغرب من يسرق نفسه ويعيث فسادا في نفسه ويسرق أحلام ابناءه ... !! عار علينا أن نجعل منه شماعة نعلق عليها فساد الحكام وفشلهم وضعفنا وصمتنا المتوارث !
- هناك آلاف الاشخاص يموتون بشكل يومي في سبيل الحصول على وطن والتمتع بنعمة الانتماء,  فنجعل من المغرب وطنا يتسع لنا ولأحلامنا وتطلعاتنا, فبعض الأوطان لا نجدها وإنما نصنعها.
- فليتخذ كل منا قرارا بأن يكون مغربيا حقا أو لا يكون, أن يحب المغرب بالفعل وليس بالقول فقط
- فلنصلح أنفسنا لنستطيع الإصلاح , و نقرِّرْ بيننا وبينا انفسنا : ألا نكون راشين ولا مرتشين, لا فاسدين ولا مفسدين, الا نرمي بأزبالنا في الشوارع, ألا نخرب المنشآت العمومية على قلتها لأننا من ندفع ثمن اصلاحها هذا إن تم إصلاحها ! ألا نقبل على أنفسنا الوصول إلى مآربنا عن طريق الواسطة, ... الخ , أشياء بسيطة لكنها بداية للتغيير الفعلي .
- ...

هذا الوطن جدير بالحب فلنحبه ليبادلنا الحب, ولنعطه ليرد لنا صدى العطاء . فلنعش به ولأجله, فأين الشرف في الموت لأجل وطن لم تعش لأجله ؟!




0 التعليقات:

إرسال تعليق