الأحد، 20 يوليو 2014

صديقتي .. شجرة

تقول صديقتي انها تريد ان تصبح شجرة لأن مشاكل الانسان كثيرة وهي تريد العيش دون مشاكل.. تقولها بمزيج من السخرية والمرارة.. اسخر منها كالعادة ولكن ما لا اخبرها إياه ان الفكرة أعجبتني جداً .. 
أتخيل للحظة انها شجرة.. حتما ستكون شجرة كريمة الظل وإن كانت مثمرة لا شك انها ستكون كثيرة الثمار.. ستكون شجرة  تفاح على الأرجح.
عندما احتاج الى معانقتها سألجأ الى اول شجرة اصادفها في طريقي وحتما صديقتي ستشعر بذلك وسيتحول الجدع الخشبي الى حضن حقيقي.. عندها لن يحول البعد القاسي بيننا.. لان كل شجرة عندها ستكون هي صديقتي. 
سأذهب لأجلس تحت ظلها كلما أردت ان ارتاح من يومي المتعب..
قد اكتب على الأرجح وربما سأحادثها اذا ما احتجت الى ذلك.. عندها سأكلمها فحسب دون ان تتحكم بي شبكة الواي فاي ولا شحن الجوال ولا مصاريف المكالمات الدولية الباهضة ودون ان تتخدر أصابعي من الكتابة على الكيبورد..
سأقول لها ما يجول في خاطري.. حتى الاشياء التي ما كنت لأقولها لها وهي في هيأتها الادمية.. عن شكي في ذاتي وفي كل شيء.. عن الأسئلة التي تهاجمني دون رحمة فيرتج لها إيماني.. عن غضبي من الظروف ومن خياراتي.. وقد أكلمها عن الاشياء التافهة التي لا يهتم لها احد.. 
وعندما احتاج ان تكلمني يكفي ان أضع أذني على جدعها وانصت الى لغة الأشجار التي لابد اني سأكون مجيدة لها.. ربما سأغفو وانا في تلك الوضعية فتظن عندها ان حديثها ممل فتغضب وتسقط على رأسي تفاحة عوض ان ترسل "😒" في الواتساب عندما تكون مستاءة .. عندها لن اخبرها ابدا انها المكان الوحيد في هذا العالم الذي يجعلني اشعر بالأمان لدرجة ان أغفو فيه دون أخذ الحيطة والحذر..
وعندما اكون حزينة جداً لدرجة احتاج فيها للبكاء سأبكي أمامها واحرص ان يسقط الدمع على الجذور فيتحول حزني الى ورقة خضراء يانعة كما يتحول في العادة الى نص متخم بالحياة.. 
وسأنافس العصافير المزعجة على أغصانها - التي أغار منها بشدة- في الغناء عندما اكون سعيدة..
 قد أدور حولها كطفلة في السادسة الى ان اشعر بالدوار، او اصنع على اصلب غصن فيها ارجوحة، أو اتسلقها لغرض الاختباء عندما العب لعبة الغميضة مع اصدقائي الخياليين.. وعندما اتعب من الاختباء انزل وأبكي بحرقة معترفة بذلك لها انها صديقتي الوحيدة ولا بأس ان كانت لا تستطيع لعب الغميضة.. 


0 التعليقات:

إرسال تعليق