الجمعة، 11 يناير 2013

شبه نافذة .. !

ينظر إلى ما يشبه النافذة , لا يرى سوى منظر بشع للغاية تعيفه نفسه , لا يستطيع النظر كثيرا , يغمض عينيه لكن المنظر يبقى عالقا في ذاكرته و كأنما طبع على جفنيه .. تنتابه نوبة غضب عارمة فيكسر ما يشبه النافذة .. ينظر إلى الحطام , فيصعق مما يراه , عشرات بل مئات من ذاك المنظر ! أي مارد يسكن هذا الشيء ؟!
 يحوِّل نظره صوبا نحو ما يشبه " بورتريهين " دميمين متموضعين في ركن قصي من الغرفة , ينظر اليهما بشزر نظرة لائم و كأنهما ما خلق ذاك المنظر البشع ... لا يحتمل رؤية قبحهما كل يوم , يذكرانه بالمنظر ذاته كلما تطلّع الى ما يشبه النافذة !  يهم بكسرهما لكن لا يستطيع , قيود لا مرئية من حيث لا يدري تكبله و تثنيه عنهما , عدا عن نظرة الحب التي يرمقانه بها ! 
ينادي الخادم للملمة الاجزاء المتناثرة على الارض , يأمره بجلب واحدة اخرى لكن اكثر جودة من سابقتها ! فهي الشيء الوحيد الذي يرى من خلاله العالم . 
يتكرر المشهد كل يوم بكل تفاصيله.. وكلما هم الخادم بتنظيف تلك الفوضى التي صنعها هو، يشعر ان الفوضى بداخله تكبر دون ان ينجح احد في ترتيبها! آه كم هو قبيح العالم في عينيه , لا يشبه ذاك الذي يحلم به كل يوم !

ينظر كعادته الى ما يشبه النافذة، يكسرها.. لكن هذه المرة لا يجد اخرى خلفها. يتعثر على الارض من هول المفاجأة .. اختفى المنظر البشع و حلت مكانه لوحة فنية غاية في الروعة .. نسخة طبق الاصل من احلامه, الخضرة في كل مكان , جداول الماء تعزف سمفونية الأمل , زرقة السماء و صفاءها يبعثان في نفسه الطمأنينة ... إنه العالم الجميل النابض بالحياة ! 
يلتفت حوله في ذهول , اشعة الشمس ازاحت عتمة الغرفة و بعثت فيها الدفء .. يحدق في شبه " البورتريهين " , لم يعودا قبيحين كما كانا من قبل , ما السر ؟! علها تلك الابتسامة التي ارتسمت عليهما , يشرق وجهه هو الاخر بابتسامة لم يعهدها ..
ينادي الخادم , يستفسر عن سبب هذا التغيير .. من اين أتى بشبه النافذة هاته ؟ يجيب الخادم بعفوية : لم يعد في السوق مرايا , فلم اجد بدا من ابتياع زجاج شفاف .. !! 


2 التعليقات:

سناء يقول...

عميقة يا ليلى
زعزعتني ...

مررت من هنا

Unknown يقول...

شكرا لمرورك ... يسعدني :))))

إرسال تعليق