الجمعة، 8 مارس 2013

اعلنتُ تمردي .. 2

الجزء الثاني : تمرد وفراق

ها أنا ذا أغادرك أخيرا وأعود إلى نفسي لأعلن أني قد تمردت.. أتمرد لعنائي وشقائي معك.. شقية أنا في حبك يا هذا؟ متعَبة فيك حد الموت !
أكره أن تعود بعد الغياب كمن لم يغِبْ قط. وأكره أن تأتي بعد الهجر تطالب بي كاملة، متجاهلا أني في بعدك أموت ببطء.. أتلاشى كسجارة أشعلتَها وانشغلتَ عنها تاركا إياها تحترق دون أن تدري !
أرفضُ أن أكون سجارتك التي تموت لأجلك عبثا، في حين أن صدرك قد يكون ممتلئاً بدخان اخرى غيري ! مجرد الشك يقتلني، وأنا من قهري وشكي اكتفيت !
أود لو اقتلعُ قلبي هذا الذي يحبُّك.. قلبي الذي يضخ عشقك في عروقي سمّاً لا دماً، وأرميه بعيدا لأرتاح. لكني صدقا لا أدري أي الصدرين أشقُّ لأفعل ذلك ! كنّا قلبين وحّدَ جغرافيتهما حبٌّ كبير.. كُنّا عاشقين اوقفا في لحظات عشقهما المجنون دوران الأرض.. والآن صرنا غريبين نسن خناجرنا في بعضنا البعض !
بشع جدا ماتحول إليه حبُّنا.. موجعٌ هذا الذي صار يجمع بيننا، والذي لا أجد له مسمّى .. مزيج من الألم والغيرة والشك والندم والعتاب والحرمان .. مزيج من كل شيء عدا الحب ! 
لذا أعلن الفراقَ اليوم موتاً لكلينا وحياة للحب.. إكراماً لشعور جميل جمعنا في يوم قد مضى، وانتصارا لكرامتي التي استبحتها بالهجر والشك !
ولا أدري صدقا لمَ سُمِّيَ فراقا ولم يُسمى وجعا ؟! ففراقنا أصدق تعريف للوجع ! لكني رغما عن ذلك اخترته، فقُربك ليس أقل إيلاما من فراقك في شيء.. فهما في الوجع سيان !
سأُفارقك لأني أخشى أن أكرهك، وأخاف أن أرتكب خطيئة الندم في حق قداسة الحب. أريدك أن تبقى في قلبي جميلا، حنونا، عاشقا، رائعا كما أحببتُك.. أن تبقى ذكرى حبيب أسميتُه في يوم الفرح.. أفارقك لأني أخشى أن أكرهك أيها الفرح !
وسأحكّم القدر بيننا.. فنصيبا كان لقاؤنا، ونصيبا صار فراقنا. أفنؤمن ببعض النصيب ونكفر ببعض ؟! فلنفترق وليقتلنا الشوق والبعد والحسرة إذا كان هذا خيارنا الوحيد لعيش بيننا الحب ! أو لسنا من كنا نردد دوما في غمرة العشق : نموتُ نموتُ ويحيى الحب ؟ !!



ملاحظة : لا اعرف إن كانت هناك تتمة.. فلنر ما تأتي به رياح الحب لسفينتك يا صديقتي  ! :)

0 التعليقات:

إرسال تعليق