الأربعاء، 6 مارس 2013

طفل في السابعة والعشرين.. !

لي طفل في السابعة والعشرين..
عيناه سبقت عينيَّ إلى النور،
لكن عمر حبي له أكبر من عمره بقرون.
أحب طفلي هذا بجنون..
أحبه بكل أمومتي،
 بكل أنوثتي.. 
بكل براءة الطفولة أحبه !

أسكنته بكل فرح صدري،
يعيش فيه ما تبقى من عمري..
يلعب كيفما يشاء، يلهو بما يشاء..
يكسر الاشياء بداخلي دون أن يهتم،
ويكسر خاطري دون أن يعلم، حين يستاء ..!

يُمارس معي طقوس طفولته بدون قيود..
يكتبُ على جسدي خربشات لا أحد يفهمها سواه..
يحفر سنين عمره على جدران قلبي كي لا ينساه..
يلعبُ تارة بشَعري، وتارة بمشاعري..
يصرخ باكيا إذا عني في يوم تاه.. !

طفلي المشاغب يعشق لعبة الاختفاء،
يقبّل عينيّ كي لا أراه،
ثم يختفي فجأة كأنه سراب ..
أبحث عنه في كل مكان،
أقلِّبُ كل زاوية في ذاكرتي،
وأطرق فيها كل باب..
أسأل عنه كل آتٍ من أرض الغياب.
وحين أتعب من بحثي
أُسلّم أمري للشوق والبكاء !

يظهر أخيرا ليمسح بيديه الناعمتين دمعي،
يبتسم لي ببراءة فأبتسم،
يضحك بخبث فتضحك روحي معه بجنون..
يصارحني بخجل طفولي،
ويهمس لي على استحياء:
" أنا.. أنا أحبك ! "
فأنسى كل ما عانيته من تعب،
وأتناسى كل ما في قلبي من عتب،
وأتنكر لدموعي في غيابه
وأضمه إليَّ فأرتاح ! 

صغيري في عيونكم شاب في السابعة والعشرين،
آن له أن يكسر سيفه الخشبي
 ويبدأ اللعب بقلوب النساء،
آن له أن يتعلم الكذب
 والخيانة والهجر والجفاء..
أكره أن تُطالبوه بأن يكبر،
طفلي أنا لا يكبر،
رَجُلي أنا طفل أبدي،
لا يشيخ به العمرُ
 ما دامت الأرض والسماء.. ! 

وأكره أن أحبه في الخفاء،
فلتعلموا جميعكم أني
 أحب رجلا في عينيّ طفل،
ولا يلام أحد في حب الأطفال !
فلا تكتموا صوته إن طالب يوما بحضني
 ولا تقتلوا صرخات حضني،
 إن اشتاق في يوم إليه..
لا تحرموني منه إنه قطعة من روحي،
لا تحرموه مني إني أنتمي إليه..

هو موسى خاصتي
الذي ألقاه قدري في اليم..
خوفا عليه من العادات والاعراف والظلم..
فأعيدوا موسى إليّ .. 
إلى الطفلة والعاشقة والأم !


0 التعليقات:

إرسال تعليق