الأربعاء، 6 مارس 2013

أعلنتُ تمردي ..

 الجزء الاول : وفاء وغباء


 ها أنت ذا عدتَ بعد طول غياب، بشوقك المزعوم وغرورك المعتاد. تُشهر في وجهي بفخر وفاءك، وتعلن بملء غرورك صفاءَ جبينك من الخيانة وخلوَّ فؤادك من أخرى سواي ! فتركض العاشقة في داخلي - بكل وفاء، بكل غباء - نحوك مخلفة وراءها أسلحتها.. تركض إليك عارية من حصون الكبرياء والعصيان وخناجر العتاب واللوم التي امضت ليال طوال تسن نصلها في قلبها المهجور !
ها انت ذا عدتُ وها أنا ذا أحتفي - بكل وفاء، بكل غباء -  بوفاءك المزعوم وارقص على جمر الشك بفرح وطواعية. وادهس أثناء رقصتي الجنونية لحظات انتظاري التي امتدت عمرا، واخرس - بلا رحمة - لسان حالي الذي لم يلبث طيلة غيابك يسألك: لماذا الهجر، لماذا ؟!!
مسرحية مكررة مملة، انت بطلها الاوحد وأنا فيها الركح والديكور، والكومبارس والجمهور، ورجال الصحافة والمصورون.. اصفق لتفاهاتك واعذارك المختلقة.. اسجل في قلبي كل ما تتلفظ به شفتاك المبجلتان من اكاذيب اصدقها.. واتلقط لك في كل ثانية صورا بعيناي العاشقتين احفظهما في جفني، واحتفظ بكل تلك الاشياء في اجمل واعمق ركن في ذاكرتي، كزاد لي تحسبا لرحيلك الآتي !
تعودتُ رحيلك يا طائري المهاجر، تفردُ جناحيك لريح مزاجك المتقلب وترحل فجأة لتتركني لغراب اسود يحتل قلبي بعدك اسمه الشوق !
لا أدري إن كنتَ تجهل أم تتجاهل أني مثلك، أملك جناحين اطير بهما متى واينما شئت. لكني - بكل وفاء، بكل غباء - أحلتهما للتقاعد أو بالاحرى تبرأتُ منهما، فقط لأني أحببتك.. ارتضيتُ أكون وطنا لك يا طائري المهاجر، تأتيه تلتمس الدفء وزادَك من الحب والحنان كلما عصفت بك قسوة الحياة وانت هناك حيث لا أدري !
انا أرضي غرورك ورجولتك أيها الشرقي المغرور لذلك تحبني. تحبني لأني اصنع لك من جدائل شعري - التي تنتحب في فراقك - شاربك الملفوف، وأخيط لك من جلدي عباءة الفتوة ! وأنا أسترضي نفسي و قلبي بفتات الحب الذي تلقيه إليّ حين تعود, فقط لأني احبك !
ما أكبر الفرق بين حبي وحبك!! يا ليتك تحبني مقدار ذرة من حبي لك ويا ليتني اتعلم منطق الحب الذي تؤمن به !
لكني تعبت، اقسم بكل دمعة لم تذرفها عيناك في بعدي أني تعبت. اقسم بكل ابتسامة اقترفتها شفتاك في حين كانت شفاهي تحصد الجمر من حقول الحزن اني ما عدتُ احتمل. اقسم بشوقي إليك ولهفتي أني أحبك حد الموت وأكره حبي هذا. تعبتُ من حبك ومللت من الانتظار... أنا الاخرى أحتاجك ان تكون وطني.. ان يكون حضنك مفتوحا لي كل مساء حين اعود منهكة من شوقي اليك لأرتاح. اموت من قهري وقلة حيلتي وضعف حجتي حين احتاجك ولا اجدك .. أي حب هذا الذي لا يسقيني كأس الانتماء ؟ أسمعت قبلا عن وطن يحتاج الى وطن ؟ ... يتبع

0 التعليقات:

إرسال تعليق