الأربعاء، 7 مايو 2014

البؤساء

انا من الذين ينتقلون ببساطه 
من هامش الحياة الى هامش الشاشه
كأرقام لقتلى عابرة في الشريط
تغفل عيناك  للحظة فلا تراها
تافهة هي الأرقام أسفل الشاشه

انا من الذين يموتون من اول رصاصه
فلا مُخرج لهم يجعل -مغرورا-
صدورهم منيعة ضد الرصاص
ولا كاتب لهم يمنحهم -متألها-
الحصانة ضد الموت
فلا هم ابطال فيلم ولا ابطال روايه
أولئك الذين أرواحهم 
أرخص من ثمن الرصاص
الذي يخرق أجسادهم 
الذين يُقتلون كل يوم
دون ان تقوم لأجلهم القيامه
أجسادهم في أعين الشارع قمامه
وفي أعين الديدان وليمه
وفي أعين قالتليهم قرابين لإله السلام 
يحول أجسادهم
من جثت الى اسراب حمام
تحلّق بإسم الحرية والحب والسلام
الى ان تُسقطها مرة اخرى
رصاصة بندقيه.. 

انا من حيث.. 
لا تزال الخيام
تصدّقُ انها أوطان للاجئين 
فتظل منتصبة في اللامكان
لسنين وسنين..
حتى نكاد نصدّق الكذبة
نحن ايضاً..
بينما أوطاننا تُغتصب
وتنجب كل يوم إلها جديد 
لا يعرف كيف يعدل ويحكم
ويرزق ويغفر ويرحم
لكنه يعرف جيدا كيف يقتل
وكيف يخلق من طين الخوف
آلاف العبيد..

انا من حيث.. 
ينخدع الموت بسهولة
كلما أسمينا القتيل شهيد
فيظن انه قد فشل،
فيعيدُ الكرّة من جديد ! 

انا من حيث..
يظنون انك اذا ما
تذكرتَ الجائعين امام وليمة
سيغنيهم ذلك من جوع
وسيبتل ريق العطشى اذا ما 
رفعتَ بنخبهم كأس نبيذ ! 

انا من حيث..
يتناسل البؤس في الأرواح
فينتج منا آلاف البؤساء
تستهزئ بهم أقدارهم اذا حلموا
ويسخر الحزن على شفاههم اذا ابتسموا
كما يسخر الدفء كلما
تعانقت قطعتا جليد ! 

انا من الذين لا يزالون 
بالرغم من بؤسهم يصلّون
لينجلي هذا الليل الطويل.. الطويل
ويبزغ بعده فجر جديد
من الذين لا يزالون يحلمون 
بالحياة والحريه
 في بلاد لا ترى الحياة
الا من فوهة البندقيه..
في بلاد.. تذبح الأحلام
من الوريد الى الوريد ! 


0 التعليقات:

إرسال تعليق