هنا.. وهناك

أنا هنا وأنت هناك..
وبيننا ألف طريق للشوق والهلاك
أنا هنا وانت هناك..
لكنْ خافقُك هنا وخافقي هناك
تتورّع في البعد عما سواي،
وأصوم أبد الدهر عما سواك..

وأنا هنا،
أغار من فنجان قهوة تلامسه شفتاك
ومن جريدة  تطالعها عيناك..
ومن كل ما تلمسه يداك..
من العابرين صدفة أمام مرآك،
من عيونهم التي -سهواً- تراك..
 أغار من كل شيء هناك !

وأنا هنا ..
يأتيني صوتك من هناك 
كوابل مطر على ارض بوار
كشفاء لقلب أضناه الانتظار
أو موت لجسد أعياه الاحتضار
كزلزال حنين يشردني.. يبعثرني..
 بعضي هنا وبعضي هناك
تأتيني أنفاسك تعانقني..
توقد الشوق إلى لقياك..
فيسخر البعدُ حين تهاتفني ،
من حبٍّ يمارسه صوتانا في ارتباك
من حبٍّ.. تتوه لهفته بين الأسلاك !

أنا هنا،
أعاتب الأٌقدار حيناً..
وأستجديها حيناً..
كي تجعلك هنا أو تجعلني هناك
ولا أرانا إلا تائهين ، 
لا نحن هنا ولا نحن هناك !!

صورة لمشهد الغروب من مدينة بالما دي مايوركا